ما هو التسويق الشبكي ؟

ما هو التسويق الشبكي ؟ وكيف نشأ وكيف تطور وأين وصل الآن ؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اهلا ومرحبا بكم في هذه المقالة الجديدة الذي ستكون الحلقة الرابعة بعد الحلقة الثالثة التي كانت بعنوان 

كيف نميز بين التسويق الشبكي الحقيقي والشرعي وبين عمليات النصب والاحتيال باسم التسويق الشبكي؟

وفي هذه المقالة سنجيب عن السؤال الرابع من الاسئلة الخمسين وهو:

ما هو التسويق الشبكي ؟ وكيف نشأ وكيف تطور وأين وصل الآن ؟

يمكننا تعريفه على أنه نموذج ونمط أعمال يعتمد على أساس المبيعات الشخصية من قِبل مسوقين أو ممثلين مستقلين، وكذلك على بناء شبكة من شركاء الأعمال أو مندوبي المبيعات أو المسوقين الشبكيين؛ 

بهدف البحث عن مرشحين جدد أو عملاء متوقعين جدد 

وبالتالي تحقيق المزيد من المبيعات.

التسويق الشبكي هو في الحقيقة جزء من صناعة البيع المباشر ولقد شرحنا الفرق في الحلقات السابقة

البيع المباشر

إذن الفرق بينهما أن البيع المباشر : هو بيع المنتج من المصنع إلى الزبون مباشرة بدون المرور بأي حلقة توزيعية

 حيث انك بعد إقامة عملية البيع لا يشترط توطيد أية علاقات مع المستهلك أو الزبون، 

فقط تقوم بعرض المنتج وميزاته وبعد إتمام عملية البيع  تنتهي هذه العلاقه. 

التسويق الشبكي

أما التسويق الشبكي : والذي هو جزء من البيع المباشر، نفس الشيئ هو بيع المنتج من المصنع إلى الزبون مباشرة 

بدون المرور بأي حلقة توزيعية، ولكن الفرق هنا أنه أولا يعتمد على خطة عمولات لتسويق المنتج، 

ثانيا ان العلاقه هنا ليست علاقة بيع بين موزع وزبون بل علاقة شراكة 

فهنا يجب توفر مهارة إضافية وهي القدرة على بناء العلاقات، 

لأنكم ستحتاجون إلى تلك المهارة في بناء الهيكل الشبكي الخاص بكم، 

حيث ستقومون بعملية التوجيه والتدريب لعملائكم الذين تحولوا من عملاء إلى شركاء بعد شرائهم هذا المنتج، 

إذن أنتم تقومون بمشاركة منتج وفرصة عمل في آن واحد، 

وفرصة العمل تحتاج إلى ثقة العميل والتي تعتمد على قدرتكم على بناء علاقة ثقة ناجحة.

في الحقيقة نحن كلنا وحتى قبل ان نعرف اي شيء عن هذه الصناعة مسوقون شبكيون بالفطرة 

و نقوم بهذا النشاط يوميا دون أن نشعر الفرق الوحيد هو أننا لا نتقاضى أجورا أو مكافآت عن ما نقوم به

لاوضح لكم أكثر هذه الفكرة:

التسويق الشبكي ببساطة يعني الدعاية الشفهية، فهو يعتمد على الترويج لشيء ما، لشخص آخر، 

فنحن على سبيل المثال نتحدث مع أصدقائنا بطريقة عفوية عن المطاعم والأفلام والكتب والمحلات والأماكن السياحية المفضلة لدينا، 

إنه جزء من طبيعتنا البشرية و سلوكنا الفطري 

ولكن هنا فإن هذا العمل أي الترويج و الدعاية لمنتج أو خدمة معينة 

فإنك تؤجر عليه وبشكل جيد، مع أنك تفعل ببساطة ما تقوم به عند ترشيح كتاب أو مطعم أو غيرها، 

ولكن بشكل أعمق نوعا ما.

إذن فهي طريقة تسويق بديلة عن التسويق التقليدي, 

حيث يتم الاعتماد على المستهلك نفسه في الترويج عن منتجات شركة معينة في أي مكان, 

ولا يشترط وجود موقع ثابت للبيع, وذلك مقابل عمولات تحسب عن طريق خطة دفع محكمة وواضحة سلفا. 

وهنا يعتبر المروجين لمنتجات الشركة ممثلين مستقلين لها، هم ليسوا موظفين بل وكلاء وأصحاب عمل.

وغالبًا ما تتمتع المنتجات التي يتم بيعها من خلال شركات التسويق الشبكي بمميزات فريدة وحصرية 

لا تتوافر في مراكز التسوق والمتاجر الكبرى.

كيف نشأ وكيف تطور التسويق الشبكي؟

عندما نتحدث عن التسويق الشبكى، فنحن لا نتحدث عن خيال علمى ولا عن ظواهر استثنائية، 

بل نتحدث عن صناعة يعود تاريخها إلى عام 1876 أي منذ أزيد من 150 عاما 

عندما قام شخصا في الولايات المتحدة الأمريكية اسمه هنري جون هاينز HENRY JOHN HEINZ 

وهو من أصل ألماني باستخدام مبدأ العمولة مقابل بيع منتجات لمصنعه من الكاتشب والمايونيز والخضار المعلبة المختلفة، على مجموعة من 400 شخص، 

وبالمناسبة هذه الشركة لازالت قائمة إلى يومنا هذا وتسمى KETCHUP HEINZ  بقيمة سوقية تقدر ب 28 مليار دولار أمريكي، 

ثم بعد 10 سنوات من ذلك تحديدا سنة 1886 أنشأت أول شركة بيع مباشر في التاريخ 

وهي شركة عالمية مشهورة كان اسمها شركة كاليفورنيا للعطور ليتغير اسمها لاحقا 

وتحديدا سنة 1939 ويصبح كما نعرفه اليوم باسم شركة آفون AVON  المشهورة،

كذلك شركة كوكا كولا سنة 1890 قامت بانتهاج مبدأ التسويق بالعمولة أيضا وقامت ببناء فريق للقيام بذلك

أما فكرة التسويق الشبكي على شكله الحالي:

 فكانت بدايتها عام 1945 مع شركة نيوترلايت NUTRILITE  

عندما انتبهت إلى أن أغلب زبائنها هم من أقارب وأصدقاء موظفيها. 

اكتشفت هذه الشركة أيضا أنه من الأفضل أن يكون لديك كشركة عدد أكبر من المروجين 

يروجون لأعداد صغيرة من الناس, بدلا من القلة التي تحاول الترويج لأكبر عدد ممكن من الناس. 

ولذلك, قررت الشركة أن تشجع مروجيها بالترويج عن منتجاتها بشكل أكبر, 

وأعطت هؤلاء الحق في دعوة مروجين جدد للشركة من أقاربهم وأصدقائهم, 

في المقابل, قامت الشركة بمكافأة هؤلاء المروجين بعمولات على حسب المبيعات التي قام بها فريقهم ككل. 

ومن هنا, شهدنا ولادة تجارة جديدة تدعى التسويق الشبكي.

كما أن هذه الشركة هي من قامت لأول مرة في تاريخ هذه الصناعة بوضع خطة الدفع 

أو خطة التعويضات للتسويق الشبكي،

بعد ذلك, وفي عام 1959، 

قام اثنان من المسوقين المستقلين لشركة Nutrilite بإنشاء شركة خاصة بهما 

تعتمد كليا على التسويق الشبكي في تسويقها لمنتجاتها, وتمت تسميتها بـ AmWay. 

كان اسم مؤسسين هذه الشركة Rich DeVoss و Jay Van Andel.

وكانت هذه هي البداية الفعلية لتجارة التسويق الشبكي،

لكن في سنة 1974 بدأت مرحلة طويلة من الكفاح لهذه الشركة مع المحاكم الامريكية 

التي أصبحت تجرم وتحرم هذا النوع من التجارة بسبب ظهور الكثير من شركات الخديعة الهرمية 

والشركات التي تعمل بخديعة بونزي نسبة إلى أكبر محتال في التاريخ الإيطالي تشارلز بونزي 

هذه الشركات كانت تروج لنشاطها تحت غطاء تسمية التسويق الشبكي 

مما خلق عند الناس خلط ولبسا في حقيقة هذه الصناعة كذلك الأمر بالنسبة للسلطات التشريعية الأمريكية 

التي عممت هذا المنع والتجريم على كل هذه الشركات و استغرق الامر سنوات عديدة لغاية سنة 1979 

لكي تستوعب هذه السلطات الفرق بين طبيعة عمل هذه الشركات 

وتم استصدار أول قانون يفرق تماما بين شركات التسويق الشبكي وشركات الخديعة الهرمية 

وغيرها من شركات النصب والاحتيال من قبل هيئة التجارة الفدرالية الامريكية 

واستطاعت شركة AmWay كسب كل القضايا التي رفعتها في المحاكب الامريكية لصالحها بمشروعية عملها

وهنا تحديدا سنة 1979 

أصبحت صناعة التسويق الشبكي مصرح بها قانونيا كصناعة شرعية ومعترف بها عالميا

وبدأت مرحلة جديدة في انتشار هذه الصناعة

وبالنسبة لشركة AmWay  لا زالت قائمة ليومنا هذه 

وتعتبر أكبر شركة بيع مباشر في العالم، 

وفي عام 2018 ، صنفت مجلة Forbes  شركة  Amway بترتيب 42 من بين أكبر الشركات الخاصة في الولايات المتحدة. 

ولديها حاليا مبيعات سنوية تقارب 8.8 مليار دولار.

أين وصل التسويق الشبكي اليوم ؟

اليوم أصبحت صناعة التسويق الشبكي رائدة في توفير فرص العمل الحر المرنة؛ 

وهي تعد حاليا سابقة لاقتصاد العمل الحر. ونجد ذلك الأرقام التالية:

هذه الصناعة أصبحت علما قائما بذاته يدرس في بعض الجامعات الامريكية 

و يحصل الطلاب على شهادات جامعية تؤهلهم للعمل باحترافية في هذا المجال

نحن نتحدث عن صناعة عالمية عمرها أزيد عن 150 عاما يعمل بها ما يزيد على 170 مليون شخص حول العالم، 

وتضخ أموالاً تصل إلى 200 مليار دولار حول العالم  في السنة الواحدة من خلال آلاف الشركات المنتشرة فى دول العالم

فخلال الفترة من 2012 إلى 2019 

وصل إجمالي إيرادات الشركات التي تعمل بالتسويق الشبكي في العالم واحد ونصف تريليون دولار 

(1500 مليار دولار)، كان نصيب العام الأخير منها أي 2019 أكثر من 180 مليار دولار 

وكما تلاحظون هذا المبلغ يعادل مجموع اقتصادات دول بعينها مجتمعة 

و هو أكبر من الإيرادات العالمية لصناعة السينما والموسيقى وكرة القدم مجتمعين.

في عام 2019 

تجاوزت الأجور التي دفعتها الشركات العاملة بالتسويق الشبكي للموزعين المستقلين 41 مليار دولار 

و هو إجمالي الدخل الذي تم توفيره لأكثر من 100 مليون شخص.

الصناعة التى غيرت وطورت في اقتصاديات بعض دول العالم 

وعلى رأسها ماليزيا التى نتغنى نحن باقتصادها ونهضتها وانتعاشها الاقتصادى، 

تلك الدولة الإسلامية الرائدة التى يوجد بها وحدها أكثر من 800 شركة للتسويق الشبكى 

و التى كانت أحد أهم أسباب نهضة تلك الصناعة فى ماليزيا ، 

فقط لأنهم فهموا المعايير والأسس التي تقوم عليها هذه الصناعة بالشكل الصحيح، 

و استطاعوا مواكبة الجديد وقاموا بتطويرها بمنهج سليم.